فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال: آية 71]:

{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)}.
{وَإِنْ} إن شرطية {يُرِيدُوا} مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل. {خِيانَتَكَ} مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة معطوفة. {فَقَدْ} الفاء رابطة لجواب الشرط، {قد} حرف تحقيق. {خانُوا اللَّهَ} فعل وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط. {مِنْ} حرف جر. {قَبْلُ} ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلقان بالفعل. {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} الفاء عاطفة وفعل ماض تعلق به الجار والمجرور منهم والجملة معطوفة. {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} لفظ الجلالة مبتدأ وما بعده خبراه. والجملة معطوفة.

.[سورة الأنفال: آية 72]:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)}.
{إِنَّ} حرف مشبه بالفعل {الَّذِينَ} اسم موصول في محل نصب اسم إن. {آمَنُوا} فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل والجملة صلة الموصول. {وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا} عطف. {بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ} متعلقة بجاهدوا. {اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه. {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} جملة الذين آووا معطوفة، وجملة آمنوا صلة وجملة ونصروا معطوفة. {أُولئِكَ} اسم إشارة مبني على الكسرة في محل رفع مبتدأ أول. {بَعْضُهُمْ} مبتدأ ثان. {أَوْلِياءُ} خبر بعضهم. {بَعْضٍ} مضاف إليه، والجملة الاسمية بعضهم أولياء خبر أولئك وجملة أولئك بعضهم.. خبر إن. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا} الجمل معطوفة. {ما لَكُمْ} ما نافية لا عمل لها. {لَكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ المؤخر شيء. {مِنْ وَلايَتِهِمْ} متعلقان بمحذوف الخبر أيضا. {مِنْ شَيْءٍ} من حرف جر زائد. شيء اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ والجملة الاسمية في محل رفع خبر اسم الموصول. {حَتَّى يُهاجِرُوا} المصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى، والفعل المضارع في محل جر بحرف الجر حتى، والجار والمجرور متعلقان بما النافية المتضمنة معنى الفعل أي انتفت ولايتهم عليهم.. {وَإِنِ} الواو عاطفة وإن شرطية. {اسْتَنْصَرُوكُمْ} ماض وفاعله ومفعوله. {فِي الدِّينِ} متعلقان بالفعل، والجملة معطوفة.
{فَعَلَيْكُمُ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم والفاء رابطة. {النَّصْرُ} مبتدأ والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. {إِلَّا} أداة استثناء. {عَلى قَوْمٍ} متعلقان بالمستثنى المحذوف أي إلا النصر على قوم..
{بَيْنَكُمْ} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم.

.[سورة الأنفال: آية 73]:

.................................
الموصول، وجملة {الَّذِينَ} معطوفة على جملة {الذين آووا ونصروا} في الآية السابقة. {إِلَّا} مؤلفة من إن حرف شرط جازم. و{لا} النافية. {تَفْعَلُوهُ} مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله والهاء مفعوله وجملة فعل الشرط لا محل لها ابتدائية {تَكُنْ} مضارع تام مجزوم لأنه جواب الشرط. {فِتْنَةٌ} فاعل. {فِي الْأَرْضِ} متعلقان بتكن. {وَفَسادٌ} اسم معطوف. {كَبِيرٌ} صفة. وجملة جواب الشرط لا محل لها لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية.

.[سورة الأنفال: آية 74]:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)}.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا} إعرابها كإعراب الآية 72. {أُولئِكَ} اسم إشارة مبتدأ. {هُمُ} ضمير فصل.
{الْمُؤْمِنُونَ} خبر اسم الإشارة على أن هم ضمير فصل..
والجملة الاسمية {أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} في محل رفع خبر اسم الموصول. {الَّذِينَ} في أول الآية.
{حَقًّا} نائب مفعول مطلق. {لَهُمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مَغْفِرَةٌ} مبتدأ. {وَرِزْقٌ} عطف. {كَرِيمٌ} صفة، والجملة الاسمية مستأنفة.

.[سورة الأنفال: آية 75]:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)}.
والذين آمنوا.. كإعراب سابقتها. {مَعَكُمْ} ظرف مكان متعلق بالفعل. {فَأُولئِكَ} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والفاء رابطة لما في اسم الموصول من شبه الشرط. {مِنْكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية خبر اسم الموصول. {وَأُولُوا} مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. {الْأَرْحامِ} مضاف إليه. {بَعْضُهُمْ} مبتدأ. {أَوْلى} خبره مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. {بِبَعْضٍ} متعلقان بالخبر أولى. والجملة الاسمية بعضهم أولى ببعض في محل رفع خبر أولو، والجملة مستأنفة. {فِي كِتابِ} متعلقان بمحذوف خبر هذا منزّل في كتاب اللّه. {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} إن واسمها وخبرها. {بِكُلِّ} متعلقان بالخبر {عَلِيمٌ} و{شَيْءٍ} مضاف إليه والجملة مستأنفة. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سُورَة الْأَنْفَال:
ذكر فِيهَا سَبْعَة وَعشْرين حَدِيثا:
487- الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَنه وَقع بَين الْمُسلمين اخْتِلَاف فِي غَنَائِم بدر وَفِي قسمتهَا فسألوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ تقسم وَلمن الحكم فِي قسمتهَا الْمُهَاجِرين أم الْأَنْصَار أم لَهُم جَمِيعًا فَقيل لَهُ قل لَهُم هِيَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي أُمَامَة عَن عبَادَة بن الصَّامِت الصَّامِت قَالَ خرجنَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدْنَا مَعَه بَدْرًا فَالتقَى النَّاس فَهزمَ الله الْعَدو فَانْطَلق طَائِفَة فِي آثَارهم وَأَكَبَّتْ طَائِفَة عَلَى الْعَسْكَر يجمعُونَ وَأَحْدَقَتْ طَائِفَة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصِيب الْعَدو مِنْهُم غرَّة حَتَّى إِذا كَانَ اللَّيْل وَفَاء النَّاس بَعضهم إِلَى بعض قَالَ الَّذين جمعُوا الْغَنَائِم نَحن حَوَيْنَاهَا وَقَالَ الَّذين خَرجُوا فِي طلب الْعَدو لَسْتُم بِأَحَق منا نَحن نَفينَا عَنْهَا الْعَدو وَقَالَ الَّذين أَحدقُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتُم بِأَحَق بهَا منا نَحن أَحدقنَا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَغَلْنَا بِهِ فَنزلت {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَالرَّسُول} الْآيَة فَقَسمهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْمُسلمين. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما قَالَ الْحَاكِم عَلَى شَرط مُسلم.
488- قَوْله: وَقيل شَرط لمن كَانَ لَهُ بلَاء فِي ذَلِك الْيَوْم أَن ينفلهُ فَتسَارع شُبَّانهمْ حَتَّى قتلوا سبعين وأسروا سبعين فَلَمَّا يسر الله الْفَتْح اخْتلفُوا فِيمَا بَينهم وَتَنَازَعُوا فَقَالَ الشبَّان نَحن الْمُقَاتِلُونَ وَقَالَ الشُّيُوخ وَالْوُجُوه الَّذين كَانُوا عِنْد الرَّايَات كُنَّا ردْءًا لكم وَفِئَة تنحازون إِلَيْهَا إِن انْهَزَمْتُمْ فَنزلت الْأَنْفَال.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أَتَى مَكَان كَذَا وَكَذَا فَلهُ من النَّفْل كَذَا وَمن فعل كَذَا وَكَذَا فَلهُ من النَّفْل كَذَا وَكَذَا» فَتسَارع إِلَيْهِ الشبَّان وَثَبت الشُّيُوخ تَحت الرَّايَات فَلَا فتح الله لَهُم جَاءَ الشبَّان يطْلبُونَ مَا جعل لَهُم فَقَالَ الْأَشْيَاخ لَا تذْهبُوا بِهِ دُوننَا وَإِنَّمَا كُنَّا رِدَاء لكم فَأنْزل الله تَعَالَى: {وَاتَّقوا الله وَأَصْلحُوا ذَات بَيْنكُم} انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ فقد احْتج البُخَارِيّ بِعِكْرِمَةَ وَمُسلم بِدَاوُد بن أبي هِنْد.
489- الحَدِيث الثَّانِي:
عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ قتل أخي عُمَيْر يَوْم بدر فقتلت بِهِ سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه فَأَعْجَبَنِي فَجئْت بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت إِن الله قد شَفَى صَدْرِي من الْمُشْركين فَهَب لي هَذَا السَّيْف فَقَالَ: «لَيْسَ هَذَا لي وَلَا لَك اطرَحهُ فِي الْقَبْض» قَالَ فَطَرَحته وَبِي مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله من قتل أخي وَأخذ سَلبِي فَمَا جَاوَزت إِلَّا قَلِيلا حَتَّى جَاءَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد نزلت سُورَة الْأَنْفَال فَقَالَ: «يَا سعد إِنَّك سَأَلتنِي السَّيْف وَلَيْسَ لي وَإنَّهُ قد صَار لي فَاذْهَبْ فَخذه».
قلت رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مسنديهما وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال قَالُوا حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عبيد الله أبي عون الثَّقَفِيّ عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر قتل أخي عُمَيْر وَقتلت سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه فَأتيت بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبْض» قَالَ فَرَجَعت وَبِي مَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله من قتل أخي وَأخذ سَلبِي قَالَ فَمَا جَاوَزت إِلَّا يَسِيرا حَتَّى نزلت سُورَة الْأَنْفَال فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ فَخذ سَيْفك». انْتَهَى.
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث وَقَالَ الْقَبْض مَا يجمع من الْغَنَائِم انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ من طَرِيق أبي عبيد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ سندا ومتنا ثمَّ قَالَ أَبُو عبيد هَكَذَا قَالَ فِيهِ سعيد بن الْعَاصِ وَغَيره يَقُول الْعَاصِ بن سعيد وَالْمَحْفُوظ عندنَا الْعَاصِ بن سعيد وَكَانَ سَيْفه يُسمى ذَا الْكَتِيفَة انْتَهَى كَلَامه.
وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره من طَرِيق سعيد بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ سندا ومتنا.
490- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ نزلت الْأَنْفَال فِينَا معشر أَصْحَاب بدر حِين اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْل وَضَاقَتْ فِيهِ أَخْلَاقنَا فَنَزَعَهُ الله من أَيْدِينَا فَجعله لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسمهُ بَين الْمُسلمين عَلَى السوَاء.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب قسم الْفَيْء وَالْإِمَام أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَابْن هِشَام فِي سيرته والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كلهم من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث ابْن أبي ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى الْأَشْدَق عَن مَكْحُول الدِّمَشْقِي عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنه قَالَ فِي الْأَنْفَال فِينَا نزلت معشر أَصْحَاب بدر حِين اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْل وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقنَا فانتزعه الله من أَيْدِينَا وَجعله إِلَى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسمهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْمُسلمين عَن برَاء يَقُول عَن سَوَاء قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.
491- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «الْإِيمَان سبع وَسَبْعُونَ شُعْبَة أَعْلَاهَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان».
قلت هَكَذَا ذكره المُصَنّف مَوْقُوفا وَهُوَ مَرْفُوع رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ فَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الْإِيمَان وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة أفضلهَا قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان». انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه.
وعجبي من عبد الْحق كَيفَ عزاهُ فِي كتاب الْإِيمَان من أَحْكَامه لِلتِّرْمِذِي فَقَط وَهُوَ ذكره فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لمُسلم.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول كتاب الْإِيمَان وَلَفظه: «الْإِيمَان بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة وَالْحيَاء من الْإِيمَان».